×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وليس من تعذيب الحيوان المنهي عنه.

وعفوهُ صلى الله عليه وسلم عمن هم بقتله، ومسحه صدرهُ ودعاؤه له ([1]).

*****

العقر هو تعذيب، لكنه ليس من التعذيب المنهي عنه؛ لأن المصلحة فيه أرجح من المفسدة، وهي قتل العدو، وإضعاف العدو.

كما حصل لعروة بن مسعود رضي الله عنه سيد ثقيف قبل أن يسلم، جاء يريد قتل الرسول صلى الله عليه وسلم يحمل سلاحه، وتمكن، ووصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يبق إلا أن يضربه بالسيف، فأرسل الله صاعقة عليه حالت بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، رأى شيئاً نزل فخطف بصره، فعند ذلك التفت إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ودعاه، وضع يده على صدره، ودعا له، ثم أسلم رضي الله عنه، وصار الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من كل شيء، بعد هذه المسحة وهذا الدعاء صار الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من كل شيء، كان في الأول أبغض ما عنده الرسول صلى الله عليه وسلم، يريد قتله.


الشرح

([1])  * كما في سيرة ابن هشام (2/417): (قال ابن هشامٍ: وحدثني: أنَّ فضالة بن عُميرِ بن الملوح الليثي أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتحِ، فلما دنا منه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضالة؟» قال: نعم فضالة يا رسول الله، قال: «ماذا كنت تحدث به نفسك؟ «قال:لا شيء، كنت أذكر الله، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: «اسْتَغْفِرْ الله»، ثم وضع يده على صدره، فسكن قلبه، فكان فضالة يقول: والله وما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيءٌ أحب إليَّ منه). وانظر: زاد المعاد (3/363).