×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وهذا الإعطاء منه، فهو أولى من تنفيل الثلث بعد الخمس والرُّبُع بعده.

ولما عميت أبصار ذي الخويصرة وأضرابه عن الحكمة، قال قائلهم: اعدل.

والإمام نائبُ عن المسلمين، يتصرفُ في مصالحهم وقيام الدين،

*****

أربعة؛ لأن الغنيمة أربعة أخماس، خمس لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولليتامى والمساكين وابن السبيل، قال تعالى: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ [الأنفال: 41]، ويبقى أربعة أخماس، تقسم بين الغانمين؛ للفارس ثلاثة أسهم -سهمان لفرسه، وسهم له-، وللراجل سهم واحد.

لما قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم حنين، ونفل المؤلفة قلوبهم، وأعطاهم زيادة، تكلم ذو الخويصرة، وقال: اعْدِلْ يَا مُحَمَّدُ فَإِنَّكَ لَمْ تَعْدِلْ،. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَيْلَكَ، مَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ» ([1]).

فهم عمر رضي الله عنه بقتل ذي الخويصرة، فمنعه الرسول صلى الله عليه وسلم، منعه من قتله، فكان هذا الرجل هو أول بذرة الخوارج.

الإمام نائب عن المسلمين في الغنائم وفي غيرها - في بيت المال، وفي شؤون السياسة-، فهي إلى الإمام، لا يتدخل فيها الذين


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3610).