فنتج عن ذلك انهزام
المشركين، ونزلت الملائكة تطمئن المسلمين، وتقوي عزائمهم، وتلقي الرعب في قلوب
الأعداء، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم قبضة من التراب - مثلما حصل في بدر-،
ورماهم بها، فهزمهم الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ
سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ
ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [التوبة: 26].
وقال تعالى: ﴿وَجَعَلَ كَلِمَةَ
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفۡلَىٰۗ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلۡعُلۡيَاۗ وَٱللَّهُ
عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 40].
هذه وقعة حنين، وغنم
المسلمون ما مع المشركين من الأموال العظيمة، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم
يقسمها، وانتظر لعلهم يسلمون، ويرجعون، فلما مضت أيام، ولم يرجعوا، قسمها بين
أصحابه، ونالهم منها أموال كثيرة، وأعطى المؤلفة قلوبهم أكثر من غيرهم من الذهب
والفضة والمواشي والنساء والأولاد، قسمها بينهم.
ثم جاءت هوازن
أسلمت، وجاءت مسلمة، وطلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرد عليهم ما أُخِذَ
منهم، لكن بعدما قُسِمَ.
الرسول صلى الله
عليه وسلم عرض على الصحابة باختيارهم من شاء أن يرد، كلهم قالوا: لا، نرد كل الذي
عندنا نرده لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فردوا عليهم، إلا نفرًا قليلاً أبوا أن
يردوا ما معهم، والكثرة الكاثرة ردوا ما معهم، فرجعت أموالهم إليهم، وأسلموا، وحسن
إسلامهم.
فهذه غزوة حنين، وهي آخر غزوة من غزوات العرب، أولها بدر،