لِيَظْهَرَ
أَمْرُ اللهِ تَعَالَى من تَمَامِ النَّصْرِ، وَلِتكُونَ غَنَائِمُهُمْ شُكْرَانًا
لأَِهْلِ الْفَتْحِ، وَلِيُظْهِرَ قَهْرَهُ لِهَؤُلاَءِ الَّذِينَ لَمْ يَلْقَ
المُسْلِمُونَ مِثْلَهُمْ؛ فَلا يُقَاوِمُهُمْ بَعْدُ أَحُدٌ مِنَ العَرَبِ.
وَأَذَاقَهُمْ
أَوَّلاً مَرَارَةَ الهَزِيمَةِ مَعَ قُوَّتِهِمْ، ليُطَامِنَ رُءُوسًا رُفِعَتْ
بِالْفَتْحِ،
****
أي: في القوة
والكثرة مثل هوازن وثقيف، ما لقوا مثلهم بالقوة والكثرة.
إذا انكسر هؤلاء،
فلن يبقى أمام المسلمين أحدٌ من العرب، لكن تبقى فارس والروم.
في أول المعركة
انهزموا، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ
عَنكُمۡ شَيۡٔٗا وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّيۡتُم
مُّدۡبِرِينَ﴾ [التوبة: 25].
ثم إنهم تراجعوا إلى
الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحاطوا به، ودارت المعركة من جديد، ونزلت الملائكة،
وأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم قبضة من التراب، ورمى بها، فجاء النصر من الله عز
وجل.
لكي لا يغتروا بالفتح؛ مثلما حصل في غزوة أحد بعد بدر، لئلا يغتر المسلمون بالفتح، فالله عز وجل يريد أن يربيهم، ويداول لهم مع الكفار.