وَقَدِ اقْتَضَتْ
حِكْمَتُهُ -سُبْحَانَهُ- أَنَّ خِلَعَ النَّصْرِ إِنَّمَا تَفِيضُ عَلَى أَهْلِ
الاِنْكِسَارِ، ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ
ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ﴾
[القصص: 5].
*****
أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى
ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ
ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [التوبة: 25- 26].
على الضعفاء
والمنكسرين أمام الله جل وعلا، وأما المعجبون بأنفسهم وبقوتهم، فغالبًا ما يحصل
لهم الفشل.
ما حصل من فرعون مع
بني إسرائيل - ذرية الأنبياء-؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ فِرۡعَوۡنَ عَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلَ أَهۡلَهَا شِيَعٗا يَسۡتَضۡعِفُ طَآئِفَةٗ مِّنۡهُمۡ يُذَبِّحُ أَبۡنَآءَهُمۡ وَيَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡۚ
إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ﴾ [القصص: 4].
قوله: ﴿طَآئِفَةٗ مِّنۡهُمۡ﴾؛ أي: بني إسرائيل.
ويرفع القبط -قبيلة فرعون-، ويجعل بني إسرائيل خدمًا لهم، الله جل وعلا أراد أن يدل عليهم، فيرفع هؤلاء المستضعفين، ويخفض هؤلاء المتكبرين، قال تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ ٥ وَنُمَكِّنَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنُرِيَ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنۡهُم مَّا كَانُواْ يَحۡذَرُونَ﴾ [القصص: 5- 6].