وافتتح غزو العرب
ببدر، وختمه بحنين، وقاتلت الملائكة فيهما، ورمى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالحصباء فيها، وبهما طُفِئَتْ جمرة العرب، فبدر خوفتهم، وكسرت حدتهم، وهذه
استفرغت قواهم. وفيها: استعارة سلاح المشرك
*****
افتتح الله عز وجل
غزو العرب ببدر، أول غزوة في الإسلام غزوة بدر، وهي مع العرب، وآخر غزوة مع العرب
كانت حُنينًا.
نزلت الملائكة في
بدر وفي حنين تساعد المسلمين، لما صبروا وثبتوا، نزلت الملائكة.
رمى فيهما؛ أي: في
بدر وفي حنين، أخذ قبضة من التراب، فرماهم بها، فطارت إليهم، ودخلت في مناخيرهم
وأفواههم، فصارت سببًا للهزيمة، قال تعالى: ﴿وَمَا رَمَيۡتَ إِذۡ رَمَيۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ﴾ [الأنفال: 17].
طفئت جمرة العرب في
غزوة حنين، لم يبق لهم رأس مرفوعة.
فيها من الفقه: جواز الاستعارة من المشرك، استعارة السلاح من المشرك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم اسْتَعَارَ أَدْرَاعًا مِنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ رضي الله عنه قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ فَقَالَ: أَغَصْبًا يَا مُحَمَّدُ؟ فَقَالَ: «بَلْ عَارِيَةٌ مَضْمُونَةٌ». ثم إن صفوان رضي الله عنه أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم من المغانم، وأجزل له، فأسلم، وحسن إسلامه رضي الله عنه.