فما برحوا
يسألونه، فأبى، حتى سألوه شهرًا، فأبى أن يدعها شيئًا مسمىً .
وكان فيما سألوه
أن يعفيهم من الصلاة، وأن لا يكسروا أوثانهم بأيديهم ، فقال صلى الله عليه وسلم: «أَمّا
كَسْرُ أَوْثَانِكُمْ بِأَيْدِيكُمْ فَسَنُعْفِيكُمْ مِنْهُ، وَأَمّا الصّلاَةُ
فَإِنّهُ لاَ خَيْرَ فِي دِينٍ لاَ صَلاَةَ فِيهِ» ([1]).
*****
أبى أن يدعها شيئًا
محددًا، لا شهرًا، ولا سنة.
كذلك مما سألوه،
ويشترطون عليه أن يسلموا، لكن يعفيهم من الصلاة، فقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ
خَيْرَ فِي دِينٍ لاَ رُكُوعَ فِيهِ».
لأنهم يعظمون
آثارهم، وإن كان من يكسرها، فيكسرها غيرهم.
قوله: «أَمّا كَسْرُ
أَوْثَانِكُمْ بِأَيْدِيكُمْ فَسَنُعْفِيكُمْ مِنْهُ»، أي: سيولي ذلك غيرهم.
وقوله: «وَأَمّا
الصّلاَةُ فَإِنّهُ لاَ خَيْرَ فِي دِينٍ لاَ صَلاَةَ فِيهِ»، لا يوجد دين
بدون صلاة.
فالذي يقول: الدين ليس بالصلاة، الدين بالقلب. لا دين بدون صلاة أبدًا، الصلاة هي عمود الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم: «العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» ([2]).
([1]) رواه ابن هشام في سيرته بلفظه (2/540)، وأخرجه: أحمد (29/438).