×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فما برحوا يسألونه، فأبى، حتى سألوه شهرًا، فأبى أن يدعها شيئًا مسمىً .

وكان فيما سألوه أن يعفيهم من الصلاة، وأن لا يكسروا أوثانهم بأيديهم ، فقال صلى الله عليه وسلم: «أَمّا كَسْرُ أَوْثَانِكُمْ بِأَيْدِيكُمْ فَسَنُعْفِيكُمْ مِنْهُ، وَأَمّا الصّلاَةُ فَإِنّهُ لاَ خَيْرَ فِي دِينٍ لاَ صَلاَةَ فِيهِ» ([1]).

*****

أبى أن يدعها شيئًا محددًا، لا شهرًا، ولا سنة.

كذلك مما سألوه، ويشترطون عليه أن يسلموا، لكن يعفيهم من الصلاة، فقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ خَيْرَ فِي دِينٍ لاَ رُكُوعَ فِيهِ».

لأنهم يعظمون آثارهم، وإن كان من يكسرها، فيكسرها غيرهم.

قوله: «أَمّا كَسْرُ أَوْثَانِكُمْ بِأَيْدِيكُمْ فَسَنُعْفِيكُمْ مِنْهُ»، أي: سيولي ذلك غيرهم.

وقوله: «وَأَمّا الصّلاَةُ فَإِنّهُ لاَ خَيْرَ فِي دِينٍ لاَ صَلاَةَ فِيهِ»، لا يوجد دين بدون صلاة.

فالذي يقول: الدين ليس بالصلاة، الدين بالقلب. لا دين بدون صلاة أبدًا، الصلاة هي عمود الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم: «العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» ([2]).


الشرح

([1])  رواه ابن هشام في سيرته بلفظه (2/540)، وأخرجه: أحمد (29/438).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2621)، والنسائي رقم (463)، وابن ماجه رقم (1079).