وكان ابْنُ
عُرْوَةَ وَقَارِبُ بْنُ الأَْسْوَدِ رضي الله عنهما قَدِمَا عَلَى رَسُولِ الله
صلى الله عليه وسلم قبل الوفد حِينَ قُتِلَ عُرْوَةُ يُرِيدَانِ فِرَاقَ ثَقِيفٍ فَأَسْلَمَا .
فقال صلى الله
عليه وسلم: «تَوَلّيَا مَنْ شِئْتُمَا». قالا: لا نَتَوَلّى إلاَّ الله ورسوله .
قال: «وَخَالَكُمَا
أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ». فقالا: وَخَالَنَا أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ ([1]).
فلما أَسْلَمَ
أَهْلُ الطّائِفِ، «سأل ابن عروة رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقْضِيَ دين
أَبِيهِ مِنْ مَالِ الطّاغِيَةِ، فقال: «نَعَمْ»، فقال قَارِبُ: وَعَنْ الأَْسْوَدِ
يَا رَسُولَ اللّهِ فَاقْضِهِ ،
*****
قدما على الرسول صلى
الله عليه وسلم مع الوفد، ابن عروة الذي قُتِلَ، وقارب بن الأسود أخو عروة.
أي: لما قتلوا عروة
بن مسعود، ابنه وابن أخيه خرجوا من الطائف وذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وأعلنوا إسلامهم، قبل ثقيف.
أي اتخذا من يأويكما
و يحفظكما من الأذى، قالا: «لا نتولى إلا الله ورسوله»، وهذا من قوة إيمانهما رضي
الله عنهما ».
أي: أنهم يتولونه.
وكذلك لما قضى دين عروة بن مسعود من مال اللات، قال
([1]) رواه ابن هشام في سيرته (2/542)، وابن سعد في الطبقات (6/46)، وابن القيم في زاد المعاد (3/438).