×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ومنها: أنه أحرم من الجعرانة بالعمرة، وهي السُّنَّة لمن دخلها من طريق الطائف ، وأما الخروج من مكة إلى الجعرانة؛ ليحرم منها بعمرةٍ، فلم يستحبه أحد من أهل العلم.

ومنها: كمال رأفته ورحمته صلى الله عليه وسلم في دعائه لثقيف بالهُدى ، وقد حاربوه وقتلوا جماعةً من أصحابه، وقتلوا رسوله إليهم .

*****

  لأن العمرة لا يحرم بها من الحرم، إنما يحرم بها من الحل، فالرسول صلى الله عليه وسلم أحرم من الجعرانة، وهي حد الحرم من جهة الطائف.

أما ما يفعله العوام الآن - خصوصًا الإندونيسيين بكثرة-؛ يخرجون من مكة؛ ليحرموا من الجعرانة، وهذا لا يجوز، ولا أصل له، الرسول صلى الله عليه وسلم أحرم وهو داخل إلى مكة، لم يخرج من مكة؛ ليحرم من الجعرانة، إنما أحرم، وهو داخل إلى مكة؛ لأنها على طريقه.

كمال رحمته وحلمه صلى الله عليه وسلم، مع ما لقي من ثقيف من الأذى، لما جاءهم في البداية يدعوهم إلى الله عز وجل، ورموه بالحجارة، وردوه، ثم في حصارهم وما جرى، ومع هذا فالرسول صلى الله عليه وسلم دعا لهم بالهداية، ولم يدع عليهم بالغضب والهلاك.

وقبل ذلك طردوه، لما جاء يدعوهم إلى الإسلام.


الشرح