ومنها: كمال محبة
الصديق رضي الله عنه له صلى الله عليه وسلم، ومحبة التقرب إليه بكل ممكن ، وهذا
يدل على جواز سؤال الرجل أخاه أن يُؤثره بقربةٍ من القرب، وأنه يجوز له ذلك، وقول
من قال: «لا يجوز» لا يصح.
*****
لأن الصديق طلب من أخيه المغيرة بن شعبة أنه هو
الذي يبشر الرسول صلى الله عليه وسلم بقدوم أهل الطائف؛ لأن هذا خبر سار، فتنازل
له المغيرة رضي الله عنه بذلك.
فقوله: «كمال محبة
الصِّدِّيق رضي الله عنه له صلى الله عليه وسلم »؛ حيث طلب أن يتولى هو
بشارته؛ لأنه يحب ما يسر الرسول صلى الله عليه وسلم.
هذه مسألة أخرى: أنه
يجوز أن تهدي ثواب الطاعة إلى أخيك، حيًّا أو ميتًا، هذا من الإيثار، إيثاره على
نفسه، كذلك المكان، تقوم من مكانك في الصف، وتجلسه فيه؛ من باب إيثاره، فهذا طاعة،
الإيثار في حد ذاته طاعة ومحبة للخير لأخيك، هذا جائز، والحمد لله.
717 لأن الإيثار أمر مطلوب؛ كما جاء بقوله تعالى: ﴿وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ﴾ [الحشر: 9]، ليس هذا رغبة عن الأجر، إذا كان هذا رغبة عن الأجر، فهو لا يجوز، لكن إذا كان هذا من باب الإيثار، فالإيثار مرغب فيه.