وكثير منها
بمنزلة اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ، أو أعظم شركًا عندها وبها وبالله
المستعان، ولم يكن أحد من أرباب هذه الطواغيت يعتقد أنها تخلق وترزق، أو تحيي أو
تميت .
وإنما كانوا
يفعلون عندها وبها ما يفعله إخوانهم من المشركين عند طواغيتهم اليوم، فاتبع هؤلاء
سنن من كان قبلهم حذو القذة بالقذة، وأخذوا مأخذهم شبرًا بشبرٍ، وذراعًا بذراعٍ .
****
لا فرق بين الضريح الذي يعبد من دون الله وبين
اللات والعزى ومناة، لا فرق بينهما؛ لأنها كلها مظاهر شرك ومظاهر وثنية.
يحصل عندها أعظم مما
يحصل عند اللات والعزى ومناة من الشرك الآن، عند الأضرحة.
لأنه يوجد من أهل
الضلال والجهال من يقولون: إن أهل الجاهلية يعتقدون أنها تخلق وترزق وتدبر، ونحن
لا نعتقد هذا، نحن نقول: إنها وسائط فقط بيننا وبين الله. هذا هو قول الجاهلية،
أهل الجاهلية لم يكونوا يعتقدون أنها تنفع وتضر وتدبر، إنما اتخذوهم شفعاء؛
ليقربوهم إلى الله زلفى، فالشبهة واحدة.
قوله: «اليوم»؛
أي: في وقت ابن القيم رحمه الله، وإلى الآن، وأشد.
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ»،