فكان من حديثهم:
أنه لما انصرف صلى الله عليه وسلم عنهم اتبعه عروةُ ابن مسعُودٍ، فأدركهُ قبل أن
يدخُل المدينة، فأسلم وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام ، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: «إن فيهم نخوة الامتناع الذي كان منهم» ،
*****
ولم يبق إلا نحن، فخشوا على أنفسهم، فأرسلوا
مناديب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يفاوضونه في إسلامهم.
عروة بن مسعود هو
زعيمهم، وهو الرجل المحبب فيهم وفي الناس؛ لأنه رضي الله عنه ذو أخلاق كريمة، وذو
سياسة ودهاء ورجولة.
هو أول من أسلم من
أهل الطائف، وهو زعيم الطائف، فطلب النبي صلى الله عليه وسلم، وسار في أثره، حتى
أدركه، فأعلن إسلامه رضي الله عنه.
سأل الرسول صلى الله
عليه وسلم بعدما أسل؛ أي: استأذنه أن يرجع إلى قومه؛ ليدعوهم إلى الإسلام؛ شفقة
عليهم، ولأنهم يقدرونه ويحترمونه، فرجع إليهم، فلما دعاهم إلى الإسلام، رموه
بالنبال، وقتلوه رضي الله عنه، قُتِلَ شهيدًا في سبيل الله.
أي: حذره الرسول صلى الله عليه وسلم من شرهم، ولكنه رضي الله عنه أصر على هذا؛ من الشفقة على قومه، ومن حرصه عليهم، ويرى أنه مقدمٌ فيهم، سيقبلون منه، فرجع إليهم، ولما دعاهم إلى الإسلام، قتلوه، وكانت شهادة له رضي الله عنه.