×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

  فليس فيَّ إِلاَّ ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرتحل عنكم، فادفنوني معهم، فدفن معهم ([1]). فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: «إِنَّ مَثَلَهُ فِي قَوْمِهِ كَمَثَلِ صَاحِبِ يس فِي قَوْمِهِ» ([2]). ثم أقامت ثقيف بعد قتله أشهرًا، ثم رأوا أنهم لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب .

*****

  مع الشهداء الذين قتلوا من الصحابة في حصار الطائف.

صاحب يس الذي قال لهم -كما في قوله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ٢٠ ٱتَّبِعُواْ مَن لَّا يَسۡ‍َٔلُكُمۡ أَجۡرٗا وَهُم مُّهۡتَدُونَ ٢١ وَمَا لِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ٢٢  ءَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةً إِن يُرِدۡنِ ٱلرَّحۡمَٰنُ بِضُرّٖ لَّا تُغۡنِ عَنِّي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيۡ‍ٔٗا وَلَا يُنقِذُونِ ٢٣ إِنِّيٓ إِذٗا لَّفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٢٤ إِنِّيٓ ءَامَنتُ بِرَبِّكُمۡ فَٱسۡمَعُونِ [يس: 20- 25].

فقتلوه، فقال تعالى: ﴿قِيلَ ٱدۡخُلِ ٱلۡجَنَّةَۖ قَالَ يَٰلَيۡتَ قَوۡمِي يَعۡلَمُونَ ٢٦ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلۡمُكۡرَمِينَ ۞ [يس: 26- 27].

العرب أسلموا، ووفدوا على الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما رأوا أنهم صاروا بين المسلمين، خافوا على أنفسهم.


الشرح

([1])  انظر قصة إسلام عروة رضي الله عنه واستشهاده في: سيرة ابن هشام (2/537)، وطبقات ابن سعد (1/237).

([2])  أخرجه: الطبراني في الكبير (17/147)، والحاكم في المستدرك (3/713).