فأجمعوا على أن
يرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً ؛ كما أرسلوا عروة، فكلموا عبد
ياليل، فأبى وخشي أن يُصنع به كما صنعوا بعروة، فبعثوا معه رجلين من الأحلاف،
وثلاثة من بني مالكٍ، منهم عثمان بن أبي العاص، فلما دنوا من المدينة، ونزلوا
قناةً، لقوا بها المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ، فاشتد ليبشر رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فلقيه أبو بكرٍ رضي الله عنه، فقال: أُقسم عليك لا تسبقني. ففعل ([1]).
*****
وكان هذا من استجابة دعوة الرسول صلى الله عليه
وسلم لهم: «اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا وَأْتِ بِهِمْ» ([2])
عبد ياليل من
زعمائهم.
بعثوا معه وفدًا؛
لأجل أن يؤمنوه، وكان من هذا الوفد عثمان بن أبي العاص الثقفي، الشاب الفقيه
التقي، الذي أمَّره النبي صلى الله عليه وسلم على الطائف بعدما أسلموا.
والمغيرة من أهل
الطائف، المغيرة ثقفي رضي الله عنه، ففرح بهم، وذهب ليبشر الرسول صلى الله عليه
وسلم، فلقيه أبو بكر رضي الله عنه، وطلب منه أنه هو الذي يتولى بشارة الرسول صلى
الله عليه وسلم، فتنازل له عن ذلك رضي الله عنهما.
تنازل له رضي الله عنه، وآثره على نفسه.
([1]) انظر: سيرة ابن هشام(2/539)، وطبقات ابن سعد(1/237-238).