وعن أبي أمامة
الباهلي رضي الله عنه قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ
بِتَبُوكَ، فَقَالَ «يَا مُحَمَّدُ، اشْهَدْ جَنَازَةَ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ
الْمُزَنِيِّ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ جِبْرِيلُ فِي
سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، فَوَضَعَ جَنَاحَهُ الأَْيْمَنَ عَلَى
الْجِبَالِ فَتَوَاضَعْتُ، وَوَضَعَ جَنَاحَهُ الأَْيْسَرَ عَلَى الأَْرَضِينَ
فَتَوَاضَعْنَ، حَتَّى نَظَرَ إِلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَصَلَّى عَلَيْهِ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجِبْرِيلُ وَالْمَلاَئِكَةُ، فَلَمَّا
فَرَغَ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، بِمَا بَلَغَ مُعَاوِيَةُ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ؟ قَالَ:
بِقِرَاءَةِ ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص:
1] قَائِمًا وَقَاعِدًا وَمَاشِيًا وَرَاكِبًا»، رواه ابن السني والبيهقي ([1]).
وقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا، مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلاَ
قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلاَّ كَانُوا مَعَكُمْ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ
بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: «وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ» ([2]).
«ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلاً من تبوك إلى المدينة، حتى إذا كان ببعض الطريق مكر به بعض المنافقين، فتأمروا أن يطوحوه من عقبةٍ في الطريق، فلما بلغها أرادوا شوكها معه، فأخبر خبرهم. فقال للناس: «من شاء أن يأخذ بطن الوادي فإنه أوسع لكم»، وأخذ العقبة وأخد الناس بطن الوادي، إلا أولئك النفر، وتلثموا.
([1]) أخرجه: الطبراني في الكبير (8/116)، وفي الشاميين (2/12)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (1/148)، والبيهقي في شعب الإيمان (4/152).