×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسرٍ، فمشيا معه، وأمر عمارًا أن يأخذ بزمام الناقة، وأمر حذيفة أن يسوقها. فبينا هم يسوقون، إذ سمعوا وكزة القوم من ورائهم، فأمر حذيفة أن يردهم، فرجع ومعه محجن، فضرب به وجوه رواحلهم، وأبصرهم متلثمين، ولا يشعر إلا أنه فِعْلُ المسافر، فرعبوا حين أبصروا حذيفة، وظنوا أن مكرهم قد ظهر، فأسرعوا حتى خالطوا الناس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة: «هل عرفت منهم أحدًا؟» قال: عرفت راحلة فلان وفلانٍ، وكانت ظُلمة. فقال صلى الله عليه وسلم: «هل علمت من شأنهم؟» قال: لا. قال: «فإنهم مكروا ليسيروا معي، حتى إذا طلعت في العقبة طرحوني».

فقال له حذيفة: ألا تضرب أعناقهم؟ قال: «أكره أن يتحدث الناس معها أن محمدًا قد وضع يده في أصحابه». ثم أمر بكتمانه» ([1]).

*****

لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك قاصدًا المدينة، كان في طريقه عقبة؛ أي: مرتفع من الجبل، يصعد معه الطريق، هذه هي العقبة، هي الطريق الذي يصعد بالجبل.

هؤلاء النفر من اليهود بيتوا وتآمروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتلوه في هذا المكان؛ بأن يضايقوه في العقبة، حتى يلقوه من أعلى الجبل، فيقتلوه، وهذا من غباوتهم، كيف يخفى هذا على الله سبحانه وتعالى ؟!


الشرح

([1])  أخرجه: البيهقي بنحوه في الكبرى (8/345،9/ 56)، عن ابن إسحاق.