×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

كونه خفي على الرسول صلى الله عليه وسلم فلن يخفى عن الله سبحانه وتعالى، والله ينصر رسوله، لكن هؤلاء ليس عندهم إيمان بالله سبحانه وتعالى وبعلمه واطلاعه على خلقه؛ لأنهم يظهرون الإسلام، ويبطنون الكفر.

فتآمروا على هذه الخطة، وأطلع الله رسوله صلى الله عليه وسلم على ما نووه، فأمر المسلمين أن يتركوا له العقبة، وهذا من شجاعته صلى الله عليه وسلم، وأن يذهبوا مع بطن الوادي؛ من أجل أن يتمكن هؤلاء من محاولتهم، وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم واثقًا بربه؛ أنهم لن يصلوا إليه.

فجاء نفر من المنافقين على رواحلهم متلثمين؛ لكي لا يعرفهم أحد وهم في شدة الظلمة -ظلمة الليل-، ظانين أنهم سيتمكنون من تنفيذ خطتهم.

والرسول صلى الله عليه وسلم مشى مع العقبة؛ لأجل أن يستجرهم، ويظهر مكرهم، وأمر عمار بن ياسر رضي الله عنه أن يقود الراحلة التي هو راكبها، وأمر حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن يسوقها؛ حماية للرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا فيه أخذ الحذر واتخاذ الحرس مع ولاة الأمور، وهو سبب من الأسباب.

وكان حذيفة رضي الله عنه معروفًا بأنه صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، يبدي له الرسول صلى الله عليه وسلم أحوال المنافقين وأشخاصهم، يعرفهم، حذيفة يعرف المنافقين أكثر من غيره؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يسر له، ولذلك يسمى صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ([1]).


الشرح

([1])   أخرجه: البخاري رقم (6278).