فإنه صلى الله
عليه وسلم وأصحابه قطعوا تلك الرمال، ولم يحملوا معهم ترابًا، وتلك مفاوز معطشة،
وشكوا فيها العطش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومنها: «أَنَّهُ صلى
الله عليه وسلم أَقَامَ بِتَبُوكَ عِشْرِينَ يَوْمًا يَقْصُرُ الصَّلاَةَ» ([1])، ولم
يقل: لا يقصر رجل إذا أقام أكثر من ذلك .
*****
فأينما أدركتك
الصلاة عند طهورك وعدمت ماءك -كما في الحديث-، في أي تربة تكون عليها غبار، أو ليس
عليها غبار، تتيمم على وجه الأرض، هذا هو القول الصحيح، ودليله غزوة تبوك.
كما سبق؛ أنهم شكوا
العطش، فاستسقى النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا ربه، فجاءت السحابة، فأمطرتهم على
قدر العسكر، وارتووا منها، وحملوا منها الماء.
أقام صلى الله عليه
وسلم في تبوك ينتظر العدو عشرين يومًا، يترقب قدوم العدو، والعدو لما علم بقدوم
المسلمين إلى تبوك، أصابه الرعب، ولم يأت، ولم ينفذ تهديده للمسلمين.
فإقامته صلى الله
عليه وسلم في تبوك ليست إقامة منويةً، إنما هي إقامة ينتظر فيها العدو، والمسافر
إذا أقام لحاجة، ولا يدري متى تنتهي، فيجوز له أن يقصر الصلاة.
لهذا أجابوا عنه بأنه لم يرد إقامة محددة، إنما ينتظر العدو،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1230)، وأحمد (22/44).