وهذا يدل على أنه
آكد من الجهاد بالنفس، وإذا وجب الحج بالمال على العاجز بالبدن، فوجوب الجهاد
بالمال أولى.
ومنها:
ما برز به عثمان رضي الله عنه من النفقة العظيمة . ومنها: أن العاجز بماله لا يعذر
حتى يبذل جهده ، فإن الله -سبحانه- إنما نفى الحرج عن العاجزين بعد أن أتوا رسوله؛
ليحملهم، ثم رجعوا باكين .
*****
لأن الله جل وعلا
قال في الحج: ﴿وَلِلَّهِ
عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ﴾ [آل عمران: 97].
والاستطاعة تكون
بالبدن، وتكون بالمال، فمن استطاع بالبدن، وجب عليه مباشرة الحج بنفسه، ومن استطاع
الحج بالمال، ولم يستطع بالبدن، وجب عليه أن ينيب من يحج عنه، ويدفع له تكاليف
الحج من ماله، فإذا كان هذا في الحج، فالجهاد من باب أولى.
هذا فيه فضل عثمان
رضي الله عنه، هذا من فضائله، وإلا ففضائله كثيرة رضي الله عنه، لكن منها هذه
الفضيلة.
أن العاجز بماله لا
يعذر حتى يبذل جهده بما يستطيع؛ خروجه بنفسه، الدعاء للمجاهدين بالنصر، وغير ذلك
مما يساعد المجاهدين.
قال تعالى: ﴿وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوۡكَ لِتَحۡمِلَهُمۡ قُلۡتَ لَآ أَجِدُ مَآ أَحۡمِلُكُمۡ عَلَيۡهِ تَوَلَّواْ وَّأَعۡيُنُهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ ٩٢ ۞إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسۡتَٔۡذِنُونَكَ وَهُمۡ أَغۡنِيَآءُۚ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلۡخَوَالِفِ وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [التوبة: 92- 93].