ومنها: أن فرصة
القربة إذا حضرت، فالحزم في انتهازها؛ فإن العزائم سريعة الانتقاض.
والله -سبحانه-
يعاقب من فتح له بابًا إلى الخير، فلم ينتهزه بأن يحول بينه وبين قلبه وبين إرادته
.
*****
لأن هؤلاء الثلاثة
إنما حصل عليهم اللوم؛ لأنهم لم يبادروا الفرصة حين أمر النبي صلى الله عليه وسلم
بالخروج، وإنما تكاسلوا، وأخروا أنفسهم، حتى عاقبهم الله عز وجل.
فالمسلم إذا سنحت له
الفرصة، ينبغي ألا يتوانى عن اغتنامها، ولهذا نظائر في القرآن؛ كما قال تعالى: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفِۡٔدَتَهُمۡ
وَأَبۡصَٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهِۦٓ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَنَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ﴾ [الأنعام: 110]،
فإذا لم يقبل الحق أول مرة، يبتلى بنقيضه -والعياذ بالله -.
قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا
يُحۡيِيكُمۡۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ﴾ [الأنفال: 24].
قوله: ﴿لِمَا يُحۡيِيكُمۡۖ﴾؛ أي: الجهاد في
سبيل الله. هذه فرصة، غزوة تبوك فرصة أهملها هؤلاء الثلاثة، فحصل عليهم ما حصل،
فالفرص الطيبة تنتهز، ولا يتثاقل الإنسان عنها؛ لأنه قد يحرم منها، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا
يُحۡيِيكُمۡۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ﴾، فقوله تعالى: ﴿لِمَا يُحۡيِيكُمۡۖ﴾؛ أي: للجهاد.
وقوله: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ﴾؛ أي: عقوبة،: إذا ترك المبادرة، فإن الله جل وعلا يوقع في قلبه شيئًا من الكسل ومن التمهل.