قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ
وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا يُحۡيِيكُمۡۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ
يَحُولُ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ﴾ [الأنفال: 24]
892.
وصرح -سبحانه-
بهذا في قوله: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفِۡٔدَتَهُمۡ﴾ [الأنعام: 110].
وقال سبحانه: ﴿فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ﴾
[الصف: 5].
وقال سبحانه: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوۡمَۢا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰهُمۡ
حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَۚ﴾
[التوبة: 115]، وهو كثير في القرآن.
*****
أي: بادر؛ لئلا
يتغير قلبك إذا تأخرت، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ﴾ [الصف: 5].
قال تعالى: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفِۡٔدَتَهُمۡ
وَأَبۡصَٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهِۦٓ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَنَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ﴾ [الأنعام: 110]،
فالله جل وعلا عاقبهم؛ فلم يقبلوا الحق بعد ذلك.
لبني إسرائيل، لما
جاءهم موسى عليه السلام، في قوله تعالى: ﴿وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ لِمَ تُؤۡذُونَنِي وَقَد
تَّعۡلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡۖ فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ
ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ [الصف: 5].
فقوله تعالى: ﴿أَزَاغَ ٱللَّهُ
قُلُوبَهُمۡۚ﴾؛ أي أصابهم الزيغ؛ عقوبة لهم؛ لأنهم لم يبادروا بالقبول واتباع موسى عليه
السلام، وتوقيره وعدم أذيته.
فإذا بين لهم ما يتقون، فلم يقبلوا، عاقبهم الله بالزيغ -والعياذ بالله -.