×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ومنها: أنه لم يتخلف عنه صلى الله عليه وسلم إلا من هو مغموص عليه في النفاق أو رجل من أهل الأعذار أو من خلَّفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومنها: أن الإمام لا ينبغي له أن يهمل من تخلف عنه في بعض الأمور، بل يذكره؛ ليراجع الطاعة، فإنه صلى الله عليه وسلم قال: «مَا فَعَلَ كَعْبٌ»، ولم يذكر سواه استصلاحًا له، وإهمالاً للمنافقين.

ومنها: جواز الطعن في رجلٍ بما يغلب على اجتهاد الطاعن ذبًا عن الله ورسوله .

*****

وهم هؤلاء الثلاثة الذين خلفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقبل عذرهم، حتى تاب الله عليهم.

ولذلك قال تعالى: ﴿وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ [التوبة: 118]؛ أي: خُلِّف شأنهم وأمرهم.

لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما جلس في تبوك، سأل عن كعب بن مالك، ولم يسأل عن غيره، والمتخلفون كثر، لكنه صلى الله عليه وسلم لم يسأل إلا عن هذا الرجل؛ لمكانته رضي الله عنه، وهذا فيه تنبيه له، بلغه الخبر، وكان ذلك سببًا في توبته وندامته.

رغم أن المتخلفين كثير، ولم يذكر إلا كعب بن مالك رضي الله عنه.

لأن الرجل قال عن كعب: «حَبَسَهُ بُرْدَاهُ، وَنَظَرُهُ فِي عِطْفِهِ»، فهذه مثلبة، وإنكار عليه بهذا الأمر. ولكن معاذًا رضي الله عنه ذب عن عرض أخيه؛ لأن الصحابي الذي قال في كعب ما قال بناءً على غالب ظنه.


الشرح