ومنها: معاتبة
المُطاع من يعز عليه، فإنه عاتب الثلاثة دون غيرهم، وقد أكثر الناس من مدح عتاب
الأحبة .
ومنها: توفيق
الله -سبحانه- لكعبٍ وصاحبيه رضي الله عنهما؛ لما جاءوا به من الصدق، ولم يخذلهم
حتى كذبوا؛ فصلحت عاجلتهم، وفسدت عاقبتهم والصادقون تعبوا في العاجلة بعض التعب،
فأعقبهم صلاح العاقبة، وعلى هذا قامت الدنيا والآخرة.
*****
لأن الرسول صلى الله
عليه وسلم عاتب الثلاثة مع أنهم عزيزون عليه؛ فهم من أفاضل الصحابة، فعاتبهم صلى
الله عليه وسلم؛ كما أنه هجرهم أيضًا.
قوله: «عتاب الأحبة»
عتاب الأحبة هذا معروف عند الأدباء، وإن كانوا يحبونهم مع هذا يعاتبونهم؛ لأن خطأ
الحبيب أشد من خطأ غيره.
فالذين صدقوا، حصل عليهم ضرر، لكن العاقبة حميدة، وأما الذين كذبوا، فحصل عليهم مقصودهم، وهو قبول اعتذارهم، ولكن حصلت لهم العاقبة السيئة، وهي أن الله جل وعلا فضحهم.