وفي نهيه صلى
الله عليه وسلم عن كلامهم خاصةً دليل على صدقهم وكذب الباقين، فأراد تأديب
الصادقين، وأما المنافقون فهذا الدواء لا يعمل في مرضهم.
وهكذا يفعل الرب
سبحانه بعباده في عقوبات جرائمهم، فمن هان عليه، خَلِّي بينه وبين معاصيه ، فكلما
أحدث ذنبًا أحدث له نعمةً .
وقوله
رضي الله عنه: «حَتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ» فيه دليل على
دخول الإنسان دار صاحبه وجاره، إذا علم رضاه بلا إذنٍ .
*****
النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع كلام غيرهم
من المتخلفين، وهم ثمانون رجلاً، لم ينه عن كلام هؤلاء الثمانين، إنما نهى عن كلام
هؤلاء الثلاثة؛ لأنهم صادقون، والخطأ منهم أشد من الخطأ من غيرهم.
الله عز وجل يملي
للظالم، ويتركه يعصي ويفجر ويفسق، وأما الصالح، فإذا حصل منه خطأ، عجل الله له
العقوبة؛ لأجل أن يطهره، ولأجل أن ينبهه، ويتوب إلى الله عز وجل.
أي: استدراج؛ كلما
أحدث ذنبًا، أحدث الله له نعمة، من باب الاستدراج، أما الصادق والصالح، فإن الله
يعجل له العقوبة.
يقول: «ابْنُ عَمِّي»، إذا علم أنه لا يكره دخوله عليه بدون إذن، فهذا لابأس.