×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وفيه: استحباب الصدقة عند التوبة، وأنمن نذر الصدقة من ماله كله، لم يلزم إخراج جميعه .

وفيه عظم مقدار الصدق، وتعليق سعادة الدارين به، وقد قسم الله -سبحانه- الخلق إلى قسمين: سعداء، وهو أهل الصدق والتصديق، وأشقياء، وهو أهل الكذب والتكذيب، وهو تقسيم حاصرٌ مُطَّردٌ منعكسٌ .

*****

 هذا على أن السرور بالخير لإخوانك من صفات النبي صلى الله عليه وسلم؛ تحب لهم الخير.

وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لأَِخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» ([1]).

هذا كله حصل من كعب؛ أن كعبًا تصدق عند البشارة بثوبيه، ولما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بتوبة الله عليه، قال: «إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم » ([2]).

النبي صلى الله عليه وسلم أقره على ذلك، لكن أمره أن يمسك شيئًا من ماله؛ لأجل حاجته إليه، فلا يتصدق الإنسان بجميع ماله ويبقى بدون مال، بل يبقي له شيئًا من المال يكفيه.

لما حصل لهؤلاء الثلاثة من الكرامة بسبب الصدق، وأنهم لم يكذبوا مثلما كذب المنافقون.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (13).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (4418)، ومسلم رقم (2769).