وقوله -سبحانه-: ﴿لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ
وَٱلۡأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلۡعُسۡرَةِ مِنۢ بَعۡدِ مَا
كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٖ مِّنۡهُمۡ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّهُۥ بِهِمۡ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ﴾
[التوبة: 117].
هذا من أعظم ما
يُعَرِّفُ قدر التوبة، وأنها غاية كمال المؤمن، فإن الله -سبحانه- أعطاهم هذا
الكمال بعد آخر الغزوات، ولا يعرف هذا حقَّ معرفته إلا من عرف الله، وعرف حقوقه .
*****
هذه الغزوة هي آخر
الغزوات، قال -تعالى-: ﴿فَإِن
رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٖ مِّنۡهُمۡ فَٱسۡتَٔۡذَنُوكَ لِلۡخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخۡرُجُواْ
مَعِيَ أَبَدٗا وَلَن تُقَٰتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّاۖ إِنَّكُمۡ رَضِيتُم
بِٱلۡقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٖ فَٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡخَٰلِفِينَ﴾ [التوبة: 83].
قوله تعالى: ﴿لَّن تَخۡرُجُواْ مَعِيَ
أَبَدٗا﴾؛ أي: انتهت الغزوات، فاتهم الخير.
هذه الغزوة أكرم الله عز وجل بها الصادقين، وأهان بها المنافقين.