قال البغوي:
سَفْعَةٌ، أي: نظرة من الجن، يقول: بها عين أصابتها من نظر الجن، أنفذ من أسنة
الرماح ([1]).
كَانَ صلى الله
عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ الْجَانِّ وَمِنْ عَيْنِ الإِْنْسَانِ ([2])،
فأبطلت طائفة ممن قل نصيبهم من السمع والعقل أمر العين، وعقلاء الأمم على اختلاف
مللهم لا تدفع أمر العين، وإن اختلفوا في سببه .
*****
هذا دليل على أن الجن يصيبون بأعينهم أيضًا.
أي: أشد، عين الجني
أشد من عين الإنسي.
دل على أن الجن
-أيضًا- فيهم عائنون، يستعيذ منهم الرسول صلى الله عليه وسلم مثل الإنس.
هناك من ينكر العين:
الجهلة وبعض الأطباء الذين يحسبون أنه لا يوجد إلا علم الطب، ويقولون: هذه خرافات،
وليست بأصل. ينكرون العين، وينكرون السحر، ينكرون هذه الأشياء التي لا يعرفونها.
قوله: «السمع»؛
أي: من الشرع، من أدلة الشرع.
وقوله: «والعقل»؛
أي: من أدلة العقل.
عقلاء الأمم لم يختلفوا في الإصابة بالعين، وإنما ينكرها غير العقلاء، وهؤلاء ليس عندهم عقل، وليس عندهم شرع؛ لذلك ينكرون ما لا يعرفون.
([1]) انظر: شرح السنة للبغوي (12/163).