×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

قال البغوي: سَفْعَةٌ، أي: نظرة من الجن، يقول: بها عين أصابتها من نظر الجن، أنفذ من أسنة الرماح ([1]).

كَانَ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ الْجَانِّ وَمِنْ عَيْنِ الإِْنْسَانِ ([2])، فأبطلت طائفة ممن قل نصيبهم من السمع والعقل أمر العين، وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم لا تدفع أمر العين، وإن اختلفوا في سببه .

*****

  هذا دليل على أن الجن يصيبون بأعينهم أيضًا.

أي: أشد، عين الجني أشد من عين الإنسي.

دل على أن الجن -أيضًا- فيهم عائنون، يستعيذ منهم الرسول صلى الله عليه وسلم مثل الإنس.

هناك من ينكر العين: الجهلة وبعض الأطباء الذين يحسبون أنه لا يوجد إلا علم الطب، ويقولون: هذه خرافات، وليست بأصل. ينكرون العين، وينكرون السحر، ينكرون هذه الأشياء التي لا يعرفونها.

قوله: «السمع»؛ أي: من الشرع، من أدلة الشرع.

وقوله: «والعقل»؛ أي: من أدلة العقل.

عقلاء الأمم لم يختلفوا في الإصابة بالعين، وإنما ينكرها غير العقلاء، وهؤلاء ليس عندهم عقل، وليس عندهم شرع؛ لذلك ينكرون ما لا يعرفون.


الشرح

([1])  انظر: شرح السنة للبغوي (12/163).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2058)، والنسائي رقم (7804)، وابن ماجه رقم (3511)، والبغوي في شرح السنة(4/479)، والبيهقي في الشعب (4/158).