ولا ريب أن الله
-سبحانه- خلق في الأجسام والأرواح قوىً وطبائع مختلفة، وجعل في كثير منها خواص
وكيفياتٍ مؤثرةً، ولا يمكن لعاقلٍ إنكار تأثير الأرواح في الأجسام، فإنه أمر
مشاهد.
وليست
العين هي الفاعلة، وإنما التأثير للروح، ولشدة ارتباطها بالعين نسب الفعل إليها،
وروح الحاسد مؤذية للمحسود أذىً بينًا .
*****
الله عز وجل خلق في
أعين بعض الناس، نظر بعض الناس وقلبه، ووضع فيه شيئًا من الشَرَه؛ مثل ما خلق في
الدواب وفي الثعابين وفي العقارب هذه السموم.
وكذلك وضع في أنفس
بعض الأدميين وبعض الجن هذا النوع من السم، ليس السم الحسي، وإنما هو سم نظري،
بحيث إذا نظر إلى الشيء أو فكر فيه، أصاب هذا الشيء، فنظره مسموم.
أي: ليست العين
بمجرد النظر فقط، بل هي في القلب وفي النفس، والعين إنما هي أداة لما في القلب وما
في النفس من هذه الشرة، التي جعلها الله فيها.
الآن بعض الأكفة يكون عائنًا، وهو ليس له بصر، يصيب، فدل على أن هذا الشيء ليس في العين فقط.