ولهذا أمر الله
رسوله أن يستعيذ به من شره.
وأشبه الأشياء
بهذا الأفعى، فإن السم كامن بالقوة فيها، فإذا قابلت عدوها، انبعث منها قوة غضبية،
فمنها ما يؤثر في إسقاط الجنين، ومنها ما يؤثر في طمس البصر؛ كما قال صلى الله عليه
وسلم في الأبتر وذي الطفيتين من الحيات: «إِنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ،
وَيُسْقِطَانِ الْحَبَلَ» ([1]).
والتأثير غير
موقوفٍ على الاتصالات الجسمية، ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية، بل قد
يكون أعمى، فيوصف له الشيء، وكثير منهم يؤثر بالوصف من غير رؤيةٍ، فكل عائنٍ حاسد،
وليس كل حاسدٍ عائنًا.
*****
أي: من شر الحاسد؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا
حَسَدَ﴾ [الفلق: 5]. في آخر سورة الفلق. والحاسد هو العائن.
الله جل وعلا خلق في
الأفاعي هذا السم، بل بعض الأفاعي يقول ابن القيم تصيب بنظرها، إذا نظرت إلى
الشيء، أصيب، فالنظر مسموم أيضًا.
قوله: «ذِي
الطُّفْيَتَيْنِ»؛ أي: نوع من الحيات.
وقوله: «الْحَبَلَ»؛
أي: الحمل.
الحسد أعم من العين، فبينهما عموم وخصوص مطلق؛ فكل عائن حاسد؛ لأن العين لا تكون إلا من حسد، وليس كل حاسد عائنًا، والناس يحسدون، وهم ليسوا عائنين.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3297)، ومسلم رقم (2233).