×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فلما كان الحسد أعم، كانت الاستعاذة منه، وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن، فإن صادفته مكشوفًا، أثرت فيه .

وإن كان حذرًا شاكي السلاح، لم تؤثر ، وربما رُدَّت السهام على صاحبها، بمثابة الرمي الحسي سواءً.

وقد يعين الرجل نفسه ، وقد يعين بغير إرادته، بل بطبعه، وهذا أردأ ما يكون .

*****

قال تعالى: ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [الفلق: 5].

العين أي: سهام خفية تخرج من نفسه ومن نظره، فتصيب -بإذن الله-.

«مكشوفًا»؛ أي: لم يتحصن بذكر الله عز وجل، أما إذا تحصن بذكر الله والاستعاذة به، فإن الله يحميه.

إذا كان حذرًا من العين، يورد على نفسه، ويستعيذ بالله صباحًا ومساءً وفي كل مناسبة؛ فإنه يحمي نفسه - بإذن الله.

هذا سلاح معنوي؛ مثلما يتوقى بالسلاح الحسي العدو، فكذلك السلاح المعنوي بذكر الله عز وجل، فإنه سلاح للمؤمن.

يعني: يصيب نفسه، بعض الناس يصيبون أنفسهم -والعياذ بالله-.

أي: ليس من اللازم أنه يقصد العين، تطير العين منه، وإن لم يقصد إرسالها.


الشرح