×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ولأبي داود في سننه عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، رضي الله عنه  قَالَ: «مَرَرْنَا بِسَيْلٍ,فَاغْتَسَلْتُ فِيهِ,فَخَرَجْتُ مَحْمُومًا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَبَا ثَابِتٍ فَلْيَتَعَوَّذْ».فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي وَالرُّقَى صَالِحَةٌ فَقَالَ: «لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ فِي نَفْسٍ أَوْ حُمَةٍ أَوْ لَدْغَةٍ» ([1]).

والنفس: العين، واللدغة: ضربة العقرب ونحوها. فمن التعوذات والرقى: الإكثار من قراءة المعوذتين، والفاتحة، وآية الكرسي .

ومن التعوذات النبوية نحو: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ» ([2]).

*****

القصة التي مضت.

المعوذتان سورتان عظيمتان؛ سورة الفلق فيها التعوذ من السحر، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ [الفلق: 4].

وسورة الناس فيها التعوذ من الحسد، ومنه الإصابة بالعين.

فهاتان السورتان تتوقى بهما السحر والعين.

الآن الإمام ابن القيم رحمه الله يذكر الأوراد الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، التي إذا استعملتها بحضور قلب ونية، فإن الله ينفعك بها.

قوله صلى الله عليه وسلم: «كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ»؛ أي: الهوام، التي هي ذوات السموم من الحيات وغيرها، ومن كل عين لامة، وهي الإصابة بالعين.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو دواد رقم (3888)، والنسائي رقم (10015)، وأحمد (25/351)، والطبراني في الكبير (6/93)، والحاكم (3/462).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3371).