وإن شاء قال: «تحصنت
بالله الذي لا إله إلا هو إلهي وإله كل شيءٍ، واعتصمت بربي ورب كل شيء، وتوكلت على
الحي الذي لا يموت، واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله، حسبي الله ونعم
الوكيل، حسبي الرب من العباد، حسبي الخالق من المخلوق، حسبي الرازق من المرزوق،
حسبي الله وكفى، سمع الله لمن دعا، ليس وراء الله مرمى، حسبي الله لا إله إلا هو
عليه توكلت وهو رب العرش العظيم» ([1]).
ومن جرب هذه
التعوذات، عرف منفعتها ، وهي تمنع وصول العين، وترفعها بعد وصولها بحسب قوة إيمان قائلها وقوة نفسه؛ فإنها سلاح،
والسلاح بضاربه .
*****
لا شك أنها إذا أتى بها ناويًا بها دفع الشر من
الناس، دفع شر الناس وشر الدواب وشر الشياطين، وشر كل دابة، إذا نوى بها ذلك بحضور
قلب، فإن الله عز وجل ينفعه بها، ويحصنه بها، أما من يقولها بلسانه، ولا يستحضر،
ولا ينوي؛ فلا تنفعه شيئًا.
أولاً: تتخذ للدفع،
وثانيًا: للرفع إذا وقعت.
قوله: «بحسب»، هذا
هو الشرط.
السلاح وإن كان حادًا وفاتكًا، لكن إذا أخذه الجبان، لا ينفع شيئًا، وإذا أخذه الشجاع، دفع الله به عنه.
([1]) رواه ابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة (1/58) عن فقيه أهل الأردن.