×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

خرج بثلاثمائة رجلٍ من المسلمين، فنزلت براءة في نقض ما كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين من العهد، فخرج عليٌّ على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلحق أبا بكرٍ، فلما رآه، قال: «أميرٌ أو مأمورٌ؟» ([1]).

*****

 يعلن للناس يوم الحج الأكبر -الذي هو يوم النحر-: «أَنْ لاَ يَحُجُّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ وَلاَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ» ([2]).

فأعلن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذلك في الموعد الذي أمر الله جل وعلا به، قال تعالى: ﴿وَأَذَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوۡمَ ٱلۡحَجِّ ٱلۡأَكۡبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيٓءٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ وَرَسُولُهُۥۚ﴾. [التوبة: 3]، إلى آخر الآيات. فأعلن رضي الله عنه البراءة من المشركين، وأن لا يحج بعد هذا العام مشرك، وأن لا يطوف بالبيت عريان بعد هذا العام.

فأقام أبو بكر رضي الله عنه الحج بالناس، ونادي علي رضي الله عنه بأية البراءة في الوقت المحدد، عند ذلك خلا البيت من هاتين الآفتين، فحج رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة حجة الوداع.

أي: أبو بكر لما رأى عليا رضي الله عنهما لحق به، علم أن هذا أمر قد حدث، فقال: «أمير»؛ أي: هل الرسول صلى الله عليه وسلم أمرَّك على الحج؟

«أو مأمور؟»؛ أي: لأبي بكر رضي الله عنه، وعلي رضي الله عنه له مهمة أخرى غير إمارة الحج. فقال: «بل مأمور»؛ أي: ليس لي إمارة في الحج؛ لأنها لأبي بكر رضي الله عنه، فهذا من باب التفاهم من أبي بكر رضي الله عنه.


الشرح

([1])  أخرجه: البيهقي في دلائل النبوة (5/295)، والسيرة النبوية لابن كثير (4/ 69)، وتاريخ الإسلام (2 /664)، والبداية والنهاية (7/224).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (4655)، ومسلم رقم (1347).