قال: بل مأمورٌ؛
بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأ براءةٌ على الناس، وأنبذ إلى كل ذي عهدٍ
عهده .
قال عليٌّ رضي
الله عنه: «بُعِثْتُ بِأَرْبَعٍ: لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلاَّ نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ،
*****
لما أنزل الله تعالى عليه قوله: ﴿بَرَآءَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ
وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ١ فَسِيحُواْ
فِي ٱلۡأَرۡضِ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱللَّهَ
مُخۡزِي ٱلۡكَٰفِرِينَ ٢ وَأَذَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ
وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوۡمَ ٱلۡحَجِّ ٱلۡأَكۡبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيٓءٞ
مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ وَرَسُولُهُۥ﴾ [التوبة: 1- 3]، إلى آخر الآيات.
أي: بعث عليا رضي
الله عنه بمهمتين:
الأولى: إعلان البراءة من
المشركين.
والثانية: نبذ العهود التي
بين المشركين وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فمن كان له عهد،
فينتهي بانتهاء مدته، ومن لم يكن له عهد، فالله أعطاه فسحة أربعة أشهر في قوله
تعالى: ﴿فَسِيحُواْ
فِي ٱلۡأَرۡضِ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ﴾ [التوبة: 2]،
وبعدها يكون الرسول صلى الله عليه وسلم بريئًا منهم، هذا إعلان الجهاد في سبيل
الله.
لأن الجنة حرام على المشركين؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ﴾ [المائدة: 72]، إنما الذين يدخلون الجنة هم المؤمنون، أتباع الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، فالجنة لا يدخلها إلا مؤمن.