ثم ذكر هديه في
الطب، ثم ذكر هديه في العلاج بالأدوية الروحانية؛ المفردة والمركبة منها .
*****
ثم ذكر ابن إسحاق هدي النبي صلى الله عليه وسلم
بالطب.
انتهت المغازي،
وانتهى ذكر الوفود، انتقل إلى هديه صلى الله عليه وسلم في الطب والعلاج، وهذا له
مكان خاص في زاد المعاد، استغرق مجلدًا كاملاً، اسمه «الطب النبوي»، وبعضهم يفرده
بكتاب مستقل، وإلا فهو في الأصل من زاد المعاد ([1]).
قوله: «الروحانية»؛
المراد بها: العلاج بالأدعية والأذكار والرقية.
وأما الأدوية
المادية، فهي تكون بالنباتات وبأنواع الأدوية الحسية، المركبة والمفردة؛ لأن
الأدوية تصنع من المواد؛ من الأشجار ومن المواد، منها ما يكون مختلطًا، ومنها ما
يكون خالصًا... إلى آخره.
الأدوية على قسمين:
روحانية، ومادية حسية، العقاقير والأدوية والمركبات؛ لأن الله جل وعلا من فضله
وإحسانه على عباده، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ
إِلاَّ وَأَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ
جَهِلَهُ» ([2]).
وإذا وافق الدواء
الداء، برئ - بإذن الله-.
فالله جل وعلا أنزل الأدوية الحسية والمعنوية؛ رحمةً بالعباد، ولم يتركهم لتفتك بهم الأمراض، والعلاج مطلوب، والتداوي مطلوب، قال صلى الله عليه وسلم:
([1]) انظر: زاد المعاد الجزء الرابع.