×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ.

*****

قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ» ([1])؛ أي: أن الرقية علاج العين وعلاج الحمة، وهي السم الذي يصيب الإنسان من اللدغ؛ لدغ الثعابين أو العقارب، هذه الحمة.

ومعنى قوله: «لاَ رُقْيَةَ» أي: لا رقية أنفع، وليس معناها أنه لا يوجد رقية من غير هذين المرضين، يوجد رقية من الأمراض؛ لكن من هذين المرضين أنفع شيء تعالج بالرقية.

قوله: «إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ» العين معروفة، الإصابة بالعين، والحمة هي السموم التي تكون من أثر لدغ الهوام.

سهل بن حنيف رضي الله عنه أصابته العين وهو مع الرسول صلى الله عليه وسلم، نظر إليه بعض الصحابة رضي الله عنه، وهو عامر بن ربيعة رضي الله عنه، نظر إليه وهو يسبح في الغدير، فقال: «وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلاَ جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ, فَلُبِطَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ رضي الله عنه »، لبط في الماء، وأصابته العين، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم لما علم بذلك، وقال صلى الله عليه وسلم: «عَلاَمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، أَلاَّ بَرَّكْتَ اغْتَسِلْ لَهُ».

ثم أمر صلى الله عليه وسلم العائن بأن يغسل بعض بدنه وبعض ثيابه، ثم تصب على المصاب، فيبرأ -بإذن الله-، ففعل ذلك، فصبوه على سهل بن حنيف رضي الله عنه، فبرئ من ذلك.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5705)، ومسلم رقم (220).