×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

    ومنه: أن يعلم أن المصائب سبب لمنع الأدواء المهلكة؛ كالكبر والعجب والقسوة .

ومنه: أن يعلم أن مرارة الدنيا حلاوة الآخرة، وبالعكس، وإن خفي عليك هذا ،

*****

الكلام السيئ هذا لا يجدي عليه شيئًا، وهو يغضب الله، أما الكلام الحسن مثل: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ، و«لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى»، فالله جل وعلا يسمعه كلامك، ويكتب لك الأجر، ويقوي إيمانك.

والمصائب وإن كانت مكروهة، لكنها تمنع ما هو أشد منها من الكبر؛ لأنه لو بقيت النعمة على ابن آدم، لتكبر، لو بقيت النعمة وزادت عنده، لأشر، وبطر، وتكبر، الله أصابه بها من أجل أن يقمع الكبر.

قوله: «العُجْبِ»؛ أي: أن الإنسان يعجب بنفسه، والعجب لا يجوز، فالمسلم يتواضع، ولا يعجب، يشكر الله على نعمه، ولا يعجب بنفسه وماله، ويطغى، ويتكبر.

وقوله: «القَسْوَة»؛ قسوة القلب، قال تعالى: ﴿كَلَّآ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَيَطۡغَىٰٓ ٦ أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ [العلق: 6- 7].

فيقسو قلبه، ويعرض عن الله عز وجل، خلاف المؤمن، إذا أصابته مصيبة، فإنه يلين قلبه، ويتعلق قلبه بالله عز وجل.

مرارة الدنيا حلاوة الآخرة؛ لأن الله جل وعلا جعل النار محفوفة بالشهوات، وهذه حلاوة الدنيا، وجعل الجنة محفوفة بالمكاره، وهذه مرارة في الدنيا.


الشرح