×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فَفِكْرُهُ فيهما من أعظم علاج هذا الداء.

ومنه: أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ .

*****

قوله: «فَفِكْرُهُ فِيهِمَا»؛ أي: أن العبد إذا فكر أن بدايته من الله، وأن مرجعه و مرده إلى الله، فهذا أعظم ما يعالج به أثر المصيبة.

هذا أمر عظيم، وهو أن يعلم أن هذا الذي أصابه بقضاء الله وقدره، ولا راد له، فيرضى بقضاء الله وقدره، ويسلم له، وأنه مهما فعل لن يدفع القضاء والقدر، ولكن يدفعه بالصبر والاحتساب، لا بالجزع والسخط.

هذا مأخوذ من الحديث، قال صلى الله عليه وسلم: «...وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ...» الحديث ([1])، فكل شيء بقضاء الله وقدره، فترضى، ما أصابك تعلم أنه من الله، فترضى، وتسلم، وما أخطأك من الرزق أو مهما طلبت و من الرغبة، مهما طلبته وحرصت عليه، ولم يحصل، فإنه ليس لك، لم يقدره الله جل وعلا لك، فترضى بذلك؛ إذ لا يمكن أن تحصل على شيء لم يقدره الله لك أبدًا، مهما فعلت.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد في المسند (1/307)، وهناد في الزهد (1/304)، وعبد بن حميد في مسنده (ص214)، والطبراني في الكبير (11243)، والحاكم في المستدرك (3/623) واللالكائي في اعتقاد أهل السنة (4/614)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/27).