وإن سرور الدنيا
أحلام، إن أضحكت قليلاً، أبكت كثيرًا .
ومنه: أن العلم
أن الجزع لا يرد، بل يضاعف .
ومنه: أن يعلم أن
فوات ما ضمن الله على الصبر والاسترجاع أعظم منها.
ومنه: أن يعلم أن
الجزع يشمت عدوه، ويسوء صديقه، ويغضب ربه .
*****
يتذكر أن سرور الدنيا أحلام؛ أي: مثل الأحلام
في النوم؛ أنها تزول سريعًا، ولن تدوم له اللذة ولا المال، يعلم أن هذا عرض زائل.
كذلك يعلم أنه إذا
جزع وسخط، واستعمل ما يستعمله أهل الجاهلية من النياحة ولطم الخدود وشق الجيوب، أن
هذا لا يجدي عليه شيئًا، ولا يرد عليه ما فات، بل هو تعب وإثم، فيمسك لسانه عن
الكلام السئ والكلام القبيح والنياحة، ويشغله بذكر الله والاسترجاع.
مثلما سبق؛ أن ما
عند الله خير له مما فات عليه وما تلف عليه، ويرجو من الله عز وجل أن يخلف عليه
عاجلاً وآجلاً.
أي: أن الجزع لا يأتي بشيء، ولا خير فيه؛ فهو يشمت عدوه به، يفرح العدو إذا رآك تجزع وتسخط، يفرح بهذا، ويسوء الصديق الذي يريد لك الخير، جزعك يسوء صديقك، والأعظم أنه يغضب الرب سبحانه وتعالى، بخلاف الصبر؛ فإنه يرضي الرب، ويكبت العدو، ويقر عين الصديق.