×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ومنه: أن يعلم أن ما يعقب الصبر والاحتساب من اللذة أضعاف ما يحصل له من نفع الفائت لو بقي له .

ومنه: أن يروح قلبه برجاء الخلف .

ومنه: أن يعلم أن حظه منها ما يحدثه، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخَطَ، فعليه السَّخَطُ ([1]).

*****

يقارن بين الذي فات عليه وما وعد الله جل وعلا به للصابرين، يقارن بينهما، يجد أنه لا مقارنة بينهما، فالفائت هذا عرض مزيف، وأما ما أعده الله له عند الصبر والاحتساب خير مما فاته، بمقادير لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى؛ فإذا قارن بين ما فاته وما وعد الله به للصابرين، ذهب عنه ما يجده من ألم النفس وتحسرها.

أنه يروح - أي: يسلي - قلبه برجاء الخلف من الله عز وجل؛ أن الله وعده أن يخلف عليه أحسن مما فات، إذا صبر ورضي بقضاء الله، فإن الله وعد الصابرين أن يخلف عليهم خيرًا مما أخذ منهم عاجلاً وآجلاً.

هذا في الحديث قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ، وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخَطَ فَلَهُ السَّخَطُ»، يتذكر هذا، فيرضى؛ طلبًا لرضا الله، ويترك السخط؛ خوفًا من غضب الله سبحانه وتعالى.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2396)، وابن ماجه رقم (4031)، والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 144).