ومنه: أن يعلم أن
آخر صبر الجزوع إلى الصبر الاضطراري، وهو غير محمودٍ، ولا مثابٍ .
ومنه: أن يعلم أن
من أنفع الأدوية موافقة ربه فيما أحبه ورضيه له، وأن خاصية المحبة وسرها موافقة
المحبوب .
ومنه: أن يداوم
بين أعظم اللذتين وأدومهما: لذة تمتعه بما أصيب به، ولذة تمتعه بثواب الله .
*****
أن يعلم أن الجزوع
مهما جزع لن يدرك شيئًا، ومآله أن يصبر اضطرارًا لا اختيارًا؛ أي: لابد له أن يصبر
اضطرارًا، إذا فعل ما فعل من الجزع والنياحة والسخط، فإنما مآله إلى أن يصبر
اضطرارًا لا اختيارًا منه، فمآله إلى الصبر؛ فليكن بداية لا نهاية.
ولا ثواب عليه،
الصبر الاضطراري هذا لا يثاب عليه، إنما يثاب على الصبر الاختياري.
أن هذا أعظم
الأدوية؛ أن يرضى عن الله وعن قضائه وقدره، بهذا يداوي المصيبة.
كما سبق، يقارن بين
لو بقي له هذا الشيء يتمتع به، وبين ما أعد الله له بدله إذا صبر.
إذا أصابه شيء، وذهب محبوبه، يتذكر ما أعد الله عز وجل له من الجزاء للصابرين، يتسلى بذلك، ويهون عليه أثر المصيبة، وكل هذه الأمور تدور على الإيمان، قال تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾ [التغابن: 11].