ولأبي داود أنه
صلى الله عليه وسلم قال لأبي أمامة :
*****
الأن يونس عليه السلام لما ألقي في البحر،
التقمه الحوت، فصار في بطن الحوت في ظلمات: ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن
الحوت، فلما وقع في هذا الكرب، ماذا قال؟ قال: ﴿لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ
ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [الأنبياء: 87]، فسمع الله صوته من فوق سبع سماوات، وأنقذه من هذه
الظلمات، وأخرجه من بطن الحوت، وفرج له؛ كما ذكر الله تعالى ذلك في القرآن، هذا من
أثر هذه الدعوات؛ ﴿لَّآ
إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾.
ثلاث كلمات عظيمة
نجي الله بها نبيه وعبده يونس عليه السلام، وكذلك ينجي الله بها عباده المؤمنين،
إذا قالها المؤمن في كربته وشدته مخلصًا لله، أزال الله عنه ذلك، قال الله جل
وعلا: ﴿فَٱسۡتَجَبۡنَا
لَهُۥ وَنَجَّيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡغَمِّۚ وَكَذَٰلِكَ نُۨجِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الأنبياء: 88].
أي: إذا تضرعوا إلى
الله عز وجل بهذه الكلمات، نجاهم الله من الغم.
أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد، وإذا هو جالس في المسجد؛ كما جاء في الحديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَْنْصَارِ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو أُمَامَةَ، فَقَالَ: «يَا أُمَامَةَ، مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاَةِ؟»، قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي، وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلاَمًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ عز وجل هَمَّكَ، وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟».