قوله: ﴿مِثۡلَهُنَّۖ﴾؛ أي: سبع أيضًا، وكل طبقة لها سكان، كما أن السماوات كل
طبقة لها سكان من الملائكة، لا يعلمهم إلا الله سبحانه وتعالى.
وقوله صلى الله عليه
وسلم: «الشَّيَاطِينِ»؛ أي: المردة من الجن والإنس، المردة الذين تمردوا
على طاعة الله، وعتوا عن أمر الله، فهؤلاء شياطين؛ إما من الشطون، وهو البعد؛
لأنهم بعيدون عن طاعة الله ([1]). وإما من الشيط، وهو الاشتداد
والشدة ([2]).
قوله صلى الله عليه
وسلم: «وَمَا أَضْلَلْنَ»؛ بالضاد، أما «السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَا
أَظْلَلْنَ»، فبالظاء، ومعنى الإضلال هنا أي: الإضلال عن الحق، الإضلال عن
الحق إلى الباطل. فهذه مهمة الشياطين؛ أنها تضل الناس عن الحق وعن الهداية.
وقوله صلى الله عليه
وسلم: «كُنْ لِي جَارًا»؛ يطلب من الله أن يجيره، ويمنعه من شر هذه
المخلوقات؛ فإنه هو القادر، وهو الذي يجير، ولا يجار عليه سبحانه وتعالى.
وقوله صلى الله عليه
وسلم: «كُلِّهِمْ جَمِيعًا»؛ أي: من الجن والإنس والدواب. وقوله صلى الله
عليه وسلم: «عَزَّ جَارُكَ»؛ أي: من أجاره الله، فهو عزيز.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ»؛ الثناء على الله سبحانه وتعالى بنعمه وإحسانه؛ فهو المستحق للثناء والحمد.
([1]) قال ابن فارس في مقاييس اللغة (3/183): «الشين والطاء والنون أصل مطردٌ صحيح يدل على البعد». وانظر-أيضا- مادة (شطن) في: العين (6/236)، وتهذيب اللغة (11/213)، والصحاح (5/ 2144)، ولسان العرب (13/237).