×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

  قوله: ﴿مِثۡلَهُنَّۖ؛ أي: سبع أيضًا، وكل طبقة لها سكان، كما أن السماوات كل طبقة لها سكان من الملائكة، لا يعلمهم إلا الله سبحانه وتعالى.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «الشَّيَاطِينِ»؛ أي: المردة من الجن والإنس، المردة الذين تمردوا على طاعة الله، وعتوا عن أمر الله، فهؤلاء شياطين؛ إما من الشطون، وهو البعد؛ لأنهم بعيدون عن طاعة الله ([1]).              وإما من الشيط، وهو الاشتداد والشدة ([2]).

قوله صلى الله عليه وسلم: «وَمَا أَضْلَلْنَ»؛ بالضاد، أما «السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ»، فبالظاء، ومعنى الإضلال هنا أي: الإضلال عن الحق، الإضلال عن الحق إلى الباطل. فهذه مهمة الشياطين؛ أنها تضل الناس عن الحق وعن الهداية.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «كُنْ لِي جَارًا»؛ يطلب من الله أن يجيره، ويمنعه من شر هذه المخلوقات؛ فإنه هو القادر، وهو الذي يجير، ولا يجار عليه سبحانه وتعالى.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «كُلِّهِمْ جَمِيعًا»؛ أي: من الجن والإنس والدواب. وقوله صلى الله عليه وسلم: «عَزَّ جَارُكَ»؛ أي: من أجاره الله، فهو عزيز.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ»؛ الثناء على الله سبحانه وتعالى بنعمه وإحسانه؛ فهو المستحق للثناء والحمد.


الشرح

([1])  قال ابن فارس في مقاييس اللغة (3/183): «الشين والطاء والنون أصل مطردٌ صحيح يدل على البعد». وانظر-أيضا- مادة (شطن) في: العين (6/236)، وتهذيب اللغة (11/213)، والصحاح (5/ 2144)، ولسان العرب (13/237).

([2])  انظر: تهذيب اللغة (11/ 213)، ومقاييس اللغة (3/184)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (2/475).