وفيه: من حديث عمرو
بن شعيبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَلِّمُهُمْ مِنَ الْفَزَعِ:
«أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ،
وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ» ([1])
*****
وقوله صلى الله عليه
وسلم: «وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ»؛ أي: لا أحد يحصي الثناء على الله سبحانه
وتعالى، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ»
([2]).
وقوله: «وَلاَ إِلَهَ
غَيْرُكَ»، ختامها هذه الكلمة العظيمة «لاَ إِلَهَ غَيْرُكَ»، لا معبود
بحق، إلا الله سبحانه وتعالى.
هذه دعوات عظيمة،
إذا استعملها الإنسان وجعلها في ورده صباحًا ومساءً، فإن الله يحميه بها من شر
المخلوقات. قوله: «وفيه»؛
أي: في سنن الترمذي، أو جامع الترمذي.
وقوله: «الْفَزَعِ»؛
هو الخوف الذي يصيب الإنسان.
وقوله صلى الله عليه
وسلم: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ»، كلمات الله على نوعين: الكلمات
القرآنية، والكليات الكونية التي يأمر الله بها وينهى سبحانه، كلمات كونية.
الله له كلمات كونية وكلمات قرآنية، فهو يستعيذ بكلمات الله كلها، وهذا فيه دليل على أن الكلام من صفات الله؛ لأنه لا يستعاذ إلا بالله أو بصفة من صفاته، فلو كانت كلماته مخلوقة -كما تقوله الجهمية-، فلا يجوز الاستعاذة بها؛ لأن الاستعاذة بالمخلوق لا تجوز فيها لا يقدر عليه إلا الله، فدل على
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3371).