×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

«وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ عَقَلَ مِنْ بَنِيهِ، وَمَنْ لَمْ يَعْقِلْ كَتَبَهُ فَأَعْلَقَهُ عَلَيْهِ» ([1]).

****

 أن كلام الله غير مخلوق، وأنه يستعاذ به؛ لأنه صفة من صفاته.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «التَّامَّاتِ»؛ أي: التي يعتريها نقص، ولا يتطرق إليها عيب، فهي تامة من كل وجه، بخلاف كلام المخلوق؛ فإنه عرضة للنقص.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «مِنْ غَضَبِهِ»؛ من غضب الله سبحانه وتعالى، فيستعيذ بكلماته من غضبه جل وعلا.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «وَشَرِّ عِبَادِهِ»؛ أي: جميع العباد الذين فيهم شر من الجن والإنس والشياطين، كل من فيهم شر.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ»؛ همز الشيطان هو موتة الفجأة.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ»، هذا مأخوذ من الآية، من قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنۡ هَمَزَٰتِ ٱلشَّيَٰطِينِ ٩٧ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحۡضُرُونِ [المؤمنون: 97- 98]؛ لأن الشياطين يحضرون عند الميت، وهو في سياق الموت يحضرون؛ لكي يضلوه عن الحق، فيخرج من الدنيا على الضلال، يحاولون معه حتى في آخر لحظة، فهو يستعيذ أن يحضروه عند الوفاة.

هذا فيه دليل على تعليم الأولاد هذه الدعوات المباركات،


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3893)، والترمذي رقم (3528)، وأحمد (11/295)، والحاكم (1/733)، والبيهقي في الآداب (ص 282)، وفي الأسماء والصفات (1/476)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص674).