ويذكر من حديث
عمرو بن شعيبٍ مرفوعًا: «إِذَا رَأَيْتُمُ الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا، فَإِنَّ التَّكْبِيرَ
يُطْفِئُهُ» ([1])الحريق
سببه النار التي خلق منها الشيطان ،
*****
تعليم الأولاد
وتحصينهم بهذه التعويذات العظيمة؛ فإنهم بحاجة إليها.
قوله: «مَنْ
عَقَلَ مِنْ بَنِيهِ»؛ أي: المميز، وأما الذي لم يميز، فكان يكتبها، ويعلقها
عليه، فهذا استدل به من يرى أن التميمة إذا كانت من القرآن أو من الأدعية الصحيحة
أنها تجوز، وأنها مستثناة من قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرُّقَى،
وَالتَّمَائِمَ، وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ» ([2]).
قالوا: والتمائم
تنقسم إلى تمائم شركية؛ فلا تجوز، وأما التمائم التي يكتب فيها شيء من القرآن أو
من الأدعية، فلا بأس بها، والجمهور على أنها لا تجوز التمائم مطلقًا؛ لعموم
الحديث. ولكن ابن عمر رضي الله عنهما مع القائلين بالجواز.
هذا مما يعالج به
الحريق الذي يشتعل في البيوت، أو في المتاجر، أو في المصانع، كثيرًا ما يقع هذا،
ويحصل به تلف الأنفس والأموال، فهذا يعالج -أيضًا- بالتكبير، وهذا مجرب -كما يقول
ابن القيم-، والمناسبة سيأتي بيانها، كيف يعالج بالتكبير؟ يأتي بيان ذلك.
هذا وجه المناسبة، المناسبة في أن التكبير يطفئ النار؛ لأن الحريق من النار التي خلق منها الشيطان، الشيطان يقول: ﴿خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ﴾ [الأعراف: 12]، وقال تعالى: ﴿وَٱلۡجَآنَّ خَلَقۡنَٰهُ مِن قَبۡلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ﴾
([1]) أخرجه: الطبراني في الدعاء رقم (1002)، وابن السني في عمل الليل والليلة رقم (294).