×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فَإِنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ، لاَ يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ، أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ، إِلاَّ نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ» ([1]).

قال الليث بن سعدٍ -أحد رواة الحديث-: فَالأَْعَاجِمُ عِنْدَنَا يَتَّقُونَ ذَلِكَ فِي كَانُونَ الأَْوَّلِ .

وصح عنه صلى الله عليه وسلم: أنه «أمر بتخمير الإناء وَلَوْ أَنْ يَعْرِضْ عَلَيْهِ عُودًا» ([2]).

*****

هذا فيه التوقي من الأمراض، والوقاية خير من العلاج، فمن الوقاية تغطية الأواني التي فيها طعام أو فيها شراب، وكذلك إكاء السقاء، الذي فيه الشراب.

أي: الأعاجم يحددون هذه الليلة، التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر كانون الأول من الأشهر الإفرنجية.

تغطية الإناء إذا غطي غطاءً كاملاً، فهذا أفضل، وإذا لم يحصل غطاء كامل، يعرض عليه عودًا على الأقل. قالوا: والحكمة في ذلك أنه لو دب عليه حشرة، فإنها لا تسقط فيه؛ بل تمشي على العود، حتى تتجاوز من الجانب الآخر؛ أي: تجعل لها جسرًا على الإناء؛ لكي لا تسقط فيه، فتضره.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2014).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (5624)، ومسلم رقم (2012).