كان صلى الله
عليه وسلم لاَ يَرُدُّ الطِّيبَ ([1])،
وقال: «مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ رَيْحَانٌ فَلاَ يَرُدُّهُ، فَإِنَّهُ خَفِيفُ الْمَحْمِلِ
طَيِّبُ الرِّيحِ» ([2])، ولفظ
أبي داود والنسائي: «مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ طِيبٌ» ([3]).
وفي مسند البزار
عنه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ نَظِيفٌ يُحِبُّ
النَّظَافَةَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرْمَ جَوَّادٌ يُحِبُّ الْجُودَ فَنَظِّفُوا
أَفْنِيَتَكُمْ وَسَاحَاتِكُمْ، وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ، يَجْمَعُونَ
الأَْكْبَاءَ فِي دُورِهِمْ» ([4])، و«الأكب»
أي: القمامة .
*****
كان من أخلاقه صلى
الله عليه وسلم أنه لا يرد الطيب، إذا أعطي إياه؛ بل يتناوله.
قوله: «أَفْنِيَتَكُمْ»؛
أي: أفناء البيوت نظفوها، وساحات البيوت والأبواب نظفوها، ولا تتركوها وسخة.
هذا من الآداب
الشرعية العظيمة، فالإسلام لاشك أنه دين النظافة ودين الآداب الراقية.
والآن كثير من المسلمين لا يبالون بهذا، يضعون الأوساخ والروائح الكريهة عند أبوابهم، ولا يهتمون بذلك، لا من ضررها عليهم، ولا من إيذائها للمارة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5929).