×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

    وفي الطيب من الخاصية أن الملائكة تحبه، والشياطين تنفر منه، فالأرواح الطيبة تحب الرائحة الطيبة، والأرواح الخبيثة تحب الروائح الخبيثة .

*****

وهذا يتنافى مع آداب الإسلام ومظهر الإسلام، الإسلام يجب أن يظهر بمظهر لائق.

الشياطين تحب الروائح الكريهة والنتن، وأما الملائكة لأنهم طيبون؛ فيحبون الطيب، ويكرهون الأنتان والروائح الكريهة.

فيدل على أن الأنتان والروائح الكريهة تجلب الشياطين، وأن المكان والروائح الطيبة تجلب لك الملائكة.

كما في الآية في قوله تعالى: ﴿ٱلۡخَبِيثَٰتُ لِلۡخَبِيثِينَ وَٱلۡخَبِيثُونَ لِلۡخَبِيثَٰتِۖ وَٱلطَّيِّبَٰتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَٰتِۚ [النور: 26] الآية وإن كانت نازلة في قصة الإفك والرد على المنافقين؛ أن الله لا يختار لرسوله امرأة خبيثة؛ لأنه طيب، والطيب له الطيبة، فعائشة رضي الله عنها اختارها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأنها طيبة، لا خبيثة، وإنما الخبيثة والزانية تكون للخبثاء.

والآية وإن كانت في هذا المعنى؛ فهي عامة لكل المعاني: الخبيثات من الكلمات للخبيثين من الرجال، الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال، الخبيثات من الأعمال للخبيثين من الرجال، وهكذا.

والطيبات على العكس للطيبين: الطيبات من النساء، الطيبات من الروائح، الطيبات من الأعمال كلها للطيبين. قال صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1015).