وفي سنن النسائي
مرفوعًا: «سَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، وَالْمُعَافَاةَ ، فَإِنَّهُ مَا
أُوتِيَ عَبْدٌ بَعْدَ يَقِينٍ خَيْرًا مِنْ مُعَافَاةٍ» ([1])، وهذه
الثلاثة تضمن إزالة الشرور الماضية بالعفو، والحاضرة بالعافية، والمستقبلة
بالمعافاة.
ولم يكن من عادته
صلى الله عليه وسلم حبس النفس على نوعٍ واحدٍ من الأغذية؛ فإنه مضر ولو أنه أفضل
الأغذية ، بل يأكل ما جرت عادة أهل بلده بأكله .
*****
قوله صلى الله عليه
وسلم: «الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ وَالْمُعَافَاةَ»؛ العفو عما مضى من
السيئات، والعافية من الحاضر، والمعافاة في المستقبل مما يعرض لك في المستقبل.
أنت بحاجة إلى هذا
الدعاء؛ أن تسأل الله العفو والعافية والمعافاة.
الإنسان لا يقتصر
على غذاء واحد يدوم عليه، ولو كان من الأغذية الطيبة؛ بل ينوع من هذا ومن هذا؛ لأن
المداومة على نوع واحد يضر البدن، فإذا نَّوع، فإن هذا ينشط البدن، ويقويه، فلا
يحرم نفسه من الطيبات، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَٱعۡمَلُواْ
صَٰلِحًاۖ إِنِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمٞ﴾ [المؤمنون: 51].
وأيضًا مضر إذا داوم
عليه، ولم يتناول غيره، وأيضًا يُمِلُّ، النفس تمل من الشيء المداوم عليه؛ تحتاج
إلى التنويع.
هذا هو الاعتدال؛ أن يأكل ما جرت عادة أهل بلده بأكله،
([1]) أخرجه: النسائي في الكبرى رقم (10651)، وعمل اليوم والليلة (ص 502).